“سمعت المسعف بقول dangerous فهمت إنّه مخطر”
يقول والد حسين ” ضلوا يطخوا علينا واحنا نحاول نوصل لسيارة الإسعاف اللي بعيدة حوالي 120 متر عنّا تقريباً، حوالي 5 شباب اتصاوبوا لحد ما أخيراً وصلنا للسيارة”.
24FM- هلا الزهيري
مع انتهاء العطلة الصيفية يبدأ حسين العام الدراسي طالباً في الصف الحادي عشر، الفرع الصناعي للتخصص في “التمديدات الكهربائية” لولا رصاص جنود إسرائيليين متوارين عن الأنظار في أزقة البلدة القديمة من مدينة نابلس.
حسين جمال طه من مواليد حزيران 2006 له شقيق وأربع شقيقات، حنون وهادئ كما يصف والده في حديث لـ 24FM.
في صبيحة يوم الثلاثاء 9 آب 2022 خرج حسين برفقة والده إلى العمل الكائن في البلدة القديمة وكان شقيقه الصغير حمزة “13 عاماً” برفقتهما.
“في طريقنا إلى مكان عملي الساعة 8 صباحاً مررنا عن دورية تابعة للجيش الإسرائيلي لكنّها ذهبت فواصلنا مسيرنا، لكن بعد لحظات اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة.
“مشيت للأمام قليلاً بعدين إطلّعت حوالي فقدت حسين ما لقيته”
اضطر والد حسين إلى تأمين ابنه الصغير حمزة في ساحة مدرسة احتمى فيها المواطنون من الرصاص وذهب للبحث عن حسين.
“شفته وأشرتلّه من بعيد، رفع حسين إيده وقال: أنا اتصاوبت”.
توجّه شاب لنجدة حسين قبل وصول والده إليه لكنه تعرّض أيضاً لإطلاق نار، وعندما وصل الوالد إليهما اكتشف أن جنديين يختبئآن في زاوية شارع، وأطلق عليه النار كذلك ليصاب بدوره في قدمه اليمنى.
يقول والد حسين ” ضلوا يطخوا علينا واحنا نحاول نوصل لسيارة الإسعاف اللي بعيدة حوالي 120 متر عنّا تقريباً، حوالي 5 شباب اتصاوبوا لحد ما أخيراً وصلنا للسيارة”.
سمع والد حسين المسعف يتحدّث مع المستشفى لتحضيرهم لطبيعة الحالة التي ستصلهم بعد قليل بينما كان يحاول ايقاظ حسين الذي فقد الوعي.
“سمعت المسعف بحكي مع المستشفى كان بحكي إنجليزي فهمت كم كلمة.. قال DANGEROUS” عرفت إنه هاي الكلمة يعني خطر قلت له إحكيلي الحقيقة أنا أبوه رد: ان شالله خير”.
وصل حسين ووالده إلى المستشفى وأدخل إلى الطوارئ ثم نقل إلى غرفة العمليات، وبعد ساعة من ذلك وصل الشهيدان “ابراهيم النابلسي وإسلام صبح” إلى المستشفى وبعدها بساعتين استشهد حسين.
صدمت العائلة لاحقاً عندما علمت من أصدقاء حسين أن آخر منشور له عبر خاصية “القصة” على حسابه في إنستغرام كان فيديو قصير يظهر الدخان الناتج عن الرصاص إطلاق الرصاص والقنابل مرفق بعبارة
“أخيراً اجا دورنا على نابلس يا الله؛ استروا ما شفتوا منّي عمّي، والسلام عليكم”
الله يرضى عليه.. الله اعطى والله أخذ.
يقول والد حسين
