النبي صموئيل.. القرية السّجينة
24FM
تواجه قرية النبي صموئيل شمال غرب القدس المحتلة هجمة جديدة من المستوطنيني الذين يكثّفون دعوات لاقتحامها بأعداد كبيرة فيما يواجه سكان القرية هذه الدعوات بالوقفات الاحتجاجية والتظاهر وسط حملة اعتقالات ومطاردة ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
موقع استراتيجي
على تلّة شمال غرب القدس المحتلة، تقع قرية النبي صموئيل، ما يجعلها محط أعين سلطات الاسرائيلي ولقمة سائغة يمارس بحقها كافة أشكال العزل والتمييز بهدف ترحيل سكانّها والسيطرة عليها بشكل كامل.
يتيح موقع القرية مراقبة واسعة في جميع الاتجاهات والسيطرة على واحدة من الطرق الرئيسية المؤدية من الساحل إلى القدس ما جعله موقعا عسكريا استراتيجيا على مر التاريخ.
في العام 1967 أصبحت النبي صموئيل هدفاً مباشرًا للسلطات الإسرائيلية، ووضعت مخططات للسيطرة عليها من خلال الاستيطان وفي العام 1971 هدمت سلطات الاحتلال ما يقارب من 80% من مبانينها وصادرت مساحات واسعة لتوسيع “الحديقة القومية” والمستوطنات وهجّر سكانها وعددهم ألف نسمة إلى منطقة قريبة من التلة ويعيش فيها الآن نحو 300 نسمة.
وتمنع سلطات الاحتلال البناء في القرية بالمطلق وبدأت ما تسمّى بـ سلطة الآثار الإسرائيلية عام 1991 الحفريات للتنقيب عن الآثار في القرية في محاولة لإضفاء ذريعة دينية على سياسة مصادرة الأراضي.
وفي بداية التسعينات أقيمت مدرسة يهودية دينية “يشيفاه” بالقرب من مسجد القرية وفي 1995 حوّلت (3500 دونم) من أراضيها القرية إلى ما يعرف بـ”حديقة قومية”.
ظروف أهالي قرية النبي صموئيل
تصنّف النبي صموئيل كمنطقة “ج” ما يجعلها خاضعة أمنيّاً للسيطرة الإسرائيليّة حسب اتفاق أوسلو، ولم تُشمل القرية ضمن الحدود الموسعة لبلدية الاحتلال في القدس ويحمل غالبية سكانها بطاقات هوية فلسطينية ما يمنعهم من دخول المدينة دون الحصول على تصريح.
وفي عام 2008 أغلق الاحتلال الشارع الرئيس الوحيد الذي كان يصل قرية النبي صموئيل ببيرنبالا حيث كان يحصل السّكان على مختلف الخدمات، وصادر أراضيهم لشق طرق جديدة تخدم المستوطنات وتسهل وصولهم إلى قلب مدينة القدس.
ويُسمح فقط بدخول القرية لمن يحمل هوية تثبت أنّه من سكانها ويتم إدخال الاحتياجات والمستلزمات الأساسية بصعوبة بسبب الحاجز العسكري الذي يحظر مرور المركبات الفلسطينية إلا إذا كان أصحابها مسجّلين في قائمة القاطنين داخل القرية كما أن من يريد شراء الخبز أو المواد التموينية ينتظر وقتاً طويلاً على الحاجز لأجل إدخالها
سكّان القرية معزولون عن القدس وبقية مناطق الضّفة الغربيّة بجدار الفصل العنصري الذي يطوّقها من خلال مستوطنة رامات ألون والحديقة القومية ولا يوجد في القرية أي وسيلة للمواصلات فيما يؤكد الأهالي أن مطالباتهم من الحكومة وقيادة السلطة الفلسطينية بتوفير ذلك كانت دون جدوى.
يعمل 75% من سكان القرية يعملون داخل الأراضي المحتلة عام 1948 دون الحصول على تصاريح مما يعرضهم للاعتقال والملاحقة الإسرائيلية.
وتعاني القرية من رقابة شديدة على كل البضائع التي تدخل إليها، مشيرة إلى أنها تحتاج في بعض الأحيان إلى تنسيق للخبز وأطباق البيض الزائدة عن طبقين وصناديق الكولا والأعلاف وغيرها.
ولا توفر السلطة الفلسطينية طاقم لتنظيف حاويات القمامة إلا مرة في الشهر مما يؤدي إلى تراكم النفايات في الشوارع.
استهداف مسجد القرية
في العام 2015 أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي البوابة الخارجية المؤدية إلى المسجد الذي يتعرض لسلسلة اعتداءات منتظمة ومتكررة تتمثل في الحرق وإحاطته بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة ومنع رفع الأذان وخلع مكبرات الصوت وإغلاق الطابق الثاني منه ومنع ترميم الطابق الثالث وإبقائه مهجورًا بهدف تحويله إلى “مكان أثري وسياحي وحديقة وطنية”.