محللون: خطاب الرئيس عبّاس سردي وخال من الخيارات
24FM
قبل عام؛ منح الرئيس محمود عباس مهلة عام لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية في اطار تنفيذ حل الدولتين الذي تدعمه المجموعة الدولية، بإقامة دولتين فلسطينية وأخرى لإسرائيل على أساس حدود 1967.
وهدد بعدم الاعتراف بـ “الدولة العبرية” على حدود 1967، في حال رفضت الانسحاب خلال المهلة المحددة لها.
ومع أن المهلة انتهت، لم يحدث شيء!
حتى الزخم الذي نشهده عادة في الإعلام الرسمي الفلسطيني قبل كلمة الرئيس عباس أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة وما يرافقه من وصف “خطاب غير مسبوق، تاريخي، هام، استراتيجي” لم يحدث بالوتيرة ذاتها هذه المرّة.
وبينما وصف مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام المنظمة الأممية بـ “الوهمي والمليء بالأكاذيب”، متعهدا بأن تعمل “إسرائيل” على إفشال حصول فلسطين على العضوية اكاملة في الأمم المتحدة.
رآى محللون سياسيون وكتاب فلسطينييون أن كلمة الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، روتينية وتقليدية إلا أنه خرجت من أوسلو بالذهاب لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
معتبرين أن الخطاب حمل سردا تاريخيا مهما وتثبيتا للرواية الفلسطينية، دون أن يضع حلولا أو رؤية ليسير عليها.
الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري قال في حديث لبرنامج صوت البلد عبر أثير 24FM
إن الخطاب تضمن سرداً مهما للواقع الفلسطيني لكنه لم يطرح أي حلول، ولم يتطرق إلى أهمية تحقيق الوحدة الفلسطينية لتغيير في إطار محاولة تغيير الواقع الذي تحدّث عنه.
https://soundcloud.com/24fmpalestine/25-9a-3
فيما قال الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور لبرنامج صوت البلد عبر أثير 24FM إن الرد الفعل على الخطاب الاسرائيلي “صفر” باستثناء مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، ولم يعلق أي مسؤول اسرائيلي عليه كونهم لم يجدوا في هذه الكلمة ما يقلقهم ولم يحمل ما يؤثر نظراً لخلوه من القرارات وبالتالي لم تحمل شيء جديد يستدعي التعليق اسرائيلياً.
https://soundcloud.com/24fmpalestine/25-9-2022a
يذكر أن الرئيس عباس قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 ، إن “إسرائيل” “دمرت اتفاقية أوسلو”، و”تسعى إلى تدمير حل الدولتين”.
واعتبر أنه “لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه”.
وتابع: “إسرائيل لم تبق لنا شيئا من الأرض لنقيم دولتنا”، مطالبا المجتمع الدولي بالتعامل معها على أنها “دولة احتلال”.
وأضاف “سلمنا طلبا رسميا إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ قرار الجمعية العامة رقم 181 الذي شكل أساسا لحل الدولتين في عام 1947، وكذلك القرار رقم 194 المنادي بحق العودة”.
وطالب في خطابه بإنزال العقوبات على إسرائيل وتعليق عضويتها في المنظمة الدولية، في حال رفضت الانصياع وعدم تنفيذ هذين القرارين.
وبين الرئيس أن الأمم المتحدة بهيئاتها المختلفة أصدرت مئات القرارات الخاصة بفلسطين ولم ينفذ قرار واحد منها، (754 قرارا من الجمعية العامة، و97 قرارا من مجلس الأمن، و96 قرارا من مجلس حقوق الإنسان).
وطالب كلا من بريطانيا وأميركا وإسرائيل، بالاعتراف بمسؤوليتها عن الجرم الكبير الذي ارتُكِبَ بحق شعبنا والاعتذار وجبر الضرر، وتقديم التعويضات للشعب الفلسطيني التي يُقرها القانون الدولي.
كما طالب الرئيس، الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل الحثيث على وضع خطة دولية لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين، من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال الرئيس عباس إن فلسطين ستشرع في إجراءات الانضمام إلى منظمات دولية أخرى، وعلى رأسها منظمة الملكية الفكرية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الطيران المدني الدولي.