رنتاوي: اسرائيل مظلّة صغيرة على مصالح واشنطن بالشرق الأوسط

24FM
أظهرت نتائج استطلاع أمريكي عقده معهد واشنطن للأبحاث انخفاضًا حادًا في نسبة المؤيّدين لقرار تطبيع العلاقات بين بعض دول الخليج العربي و”إسرئيل”.
ووفقا للاستطلاع في كل من السعودية والبحرين والإمارات؛ فإن أكثر من ثلثي المواطنين في هذه الدول، باتوا غير مؤيدين لاتفاقية التطبيع.
وفي قراءة لهذه النتائج قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب رنتاوي في حديث لـ 24FM إن الشعب العربي في بعض الدول يصحو الآن من أوهام التطبيع و”أنهار العسل” التي يمكن ان تنهمر في دوله ومجتمعاته جراء التطبيع مع “إسرائيل”
مضيفاً أن هناك صحوةً ثانيةً مفادها أن “إسرائيل” لا يمكن أن تكون حامياً أو توفّر مظلّة واقية تحفظ أمن هذه الدول والمجتمعات، وهي أصغر وأعجز من أن توفر بديلاً عن النفوذ الأمريكي في المنطقة أو تملأ فراغ واشنطن في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
ونوّه رنتاوي إلى أن الاستطلاع أُجري قبل انعقاد قمّة جدّة للأمن والتنمية بالسعودية التي شارك فيها الرئيس الأميركي جو بايد بحضور قادة دول الخليج والأردن ومصر والعراق، ولو أنه يعاد الآن أو بعد فترة قصيرة من الوقت ستظهر النتائج أفضل لجهة رفض التطبيع وبوصف “إسرائيل” العدو الأول والتهديد الأول للأمن الوطني والأمن القومي العربي سيما وأن فكرة “الناتو الشرق أوسطي” سقطت ولم يأخذ بها أو يشتريها أحد وهناك إحساس بأن العرب قادرين على قول نعم أو لا في وجه واشنطن بخلاف ما كان الحال عليه سابقاً.
واعتبر رنتاوي أن النتائج تشير إلى أن الامور لدى الرأي العام العربي تسير الاتجاه الصحيح وتعود إلى نصابها.
وأشار رنتاوي إلى أن فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في تسجيل أي اختراق خلال زيارته إلى المنطقة يدعم توجهات الشارع العربي الآن، مضيفاً “صحيح هناك خطوة تطبيعية حصلت تمثّلت في صفقة مضائق تيران وصنافير مقابل فتح المجال الجوي السعودي أمام الطيران الإسرائيلي لكنها خطوة محدودة دون مستوى التوقعات والرهانات التي جاء بها بايدن ودون مستوى التقديرات التي تضمنها إعلان القدس”.
ويرسل الرأي العام رسالة مفادها بأنه يعتبر “إسرائيل” تهديد لأمنه وأن الفجوة بين “إسرائيل” وإيران لدى الرأي لعام العربي واسعة جداً فيما يتعلّق بالجهة التي تعتبر تهديداً لأمنه.
وحول تراجع نسبة تأييد اتفاق التطبيع لدى الإمارتيين قال رنتاوي إن أحد أسباب ذهاب الإمارات بعيداً في مهرجان التطبيع أنّها لم تكن قلقة بشأن الرأي العام الإماراتي، مضيفاً “ونحن لم نكن نعرف في الحقيقة ما الذي يدور في الشارع الإماراتي في هذا المجال أما الآن توفّرت لدينا لأول مرّة بعض المعطيات الرّقمية عن اتجاهات الرأي العام الإماراتي”.
واعتبر رنتاوي أن التعامل المباشر مع الإسرائيليين أيقظ المواطن من وهم التطبيع وشكّلت نتائج الانفتاح في الجانب السياحي على سبيل المثال وبالاً على صورة إسرائيل لدى لرأي العام الإماراتي، وكما يقول المثل الفلسطيني: “راحت السكرة وأجت الفكرة” بمعنى أن الصورة الورديّة عن هذا الكيان المتطور بهتت كثيراً مع أول تعامل مباشر.
وأشار رنتاوي إلى أن نتائج هذا الاستطلاع تحمل أخباراً جيّدة ليس متوقعاً أن تحدث استدارة كبيرة في موقف الإمارات؛ لكنّ صانع القرار هناك سيأخذ بعين الاعتبار أن الرأي العام في واد والسياسات الرسميّة في وادٍ آخر.
يذكر أن نتائج استطلاع معهد واشنطن أظهرت أن 25% فقط من الاماراتيين يدعمون التطبيع، فيما عارضه أكثر من 71%، بينما أيده في البحرين 20٪ وعارضه 76٪ من الشعب البحريني.
ويأتي هذا الاستطلاع، بعد استطلاع آخر أجري في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، كان قد أظهر أن 41% من السعوديين يرون أن اتفاقات التطبيع إيجابية، فيما عارضه 54٪ من السعوديين.
وأظهر الاستطلاع الجديد انخفاضًا حادًا في نسبة المؤيدين في السعودية بنسبة 19٪ فقط مقابل 75٪ من المعارضين.