“بَركان”.. تسرّب مواد سامة دون تحذير للقرى الفلسطينية
24FM– هلا الزهيري
فتحت الشرطة الخضراء التابعة لوزارة حماية البيئة الإسرائيلية، بالتعاون مع “شرطة إسرائيل”، تحقيقًا جنائيًا بشأن تخزين بخلاف القانون وبشكل سرّي، لمواد خطرة في منطقة “بركان” الصناعية الاستيطانية المقامة شمال الضفة الغربية، على نحو يشكل خطرًا بالغًا.
ويأتي هذا الإجراء بعد أن وقعت الأسبوع الماضي حادثة تسرب للمواد الخطرة في المنطقة الصناعية الاستيطانية، وتم اكتشاف مجمّع تخزين غير مرخّص للمواد الخطرة، ودون بنية تحتية مناسبة.
وتبيّن أنه يتم تخزين أكثر من 300 حاوية بأحجام مختلفة في المستودع، والتي تحتوي من بين أشياء أخرى، على نفايات ومواد تشكل خطرًا بيئيًا.
الباحث في شؤون الاستيطان د. خالد معالي قال في حديث لـ 24FM إن “بركان” تعتبر من أسوأ المناطق الصناعية في مجال تدمير البيئة معتبراً أن ما يجري في محيط المناطق الصناعيّة المقامة بالمستوطنات ليس حديثاً وتعمل هذه المصانع على دفن مواد سامة أو خطرة وتتخلص منها بطرق غير آمنة في الأراضي القريبة منها كما يتم التخلص من مواد سائلة خطرة في وديان سلفيت.
وأشار معالي إلى أن منظمات حقوقية إسرائيلية مثل بيت سيلم ويشدين تطرقتا سابقاً إلى ملف مخلفات المناطق الصناعية هذه والتلويث البيئي الحاصل بسببها.
ونوّه معالي إلى أن دفن هذه المواد محظور في المناطق الإسرائيلية بموجب القانون الإسرائيلي بالإضافة إلى أن التخلص منه بالطرق الآمنة يعد مكلفاً وبالتالي يتم التخلص منها في المناطق الفلسطينية.
وأشار معالي إن مناطق غرب سلفيت مثل قرية سرطة تتعرض لتسرب مواد سامة “وتغلق أبواب وشبابيك البيوت لتجنب هذه الغازات السامّة التي تتسرب من المصانع”، كما تسجّل المنطقة أرقاماً عالية في حالات الإصابة بالربو والسرطان.
وأضاف “كل من يدخل مناطق غرب سلفيت يمكن أن يرى الأثر البيئي الذي تخلّفه المناطق الصناعية، بعض الأراضي لم تعد صالحة للزراعة”.
هذا ولا يتم إخطار سكّان المناطق القريبة من هذه المصانع في حال حدوث أي تسرّب للمواد السامّة وإنما تصلهم المعلومات من العمال الفلسطينيين العالمين في هذه المستوطنات.
ويذكر معالي أن مصانع “بركان” رحّلت من الداخل الفلسطيني إلى الضفة الغربية بعد رفع دعاوى قضائية قدمتها مؤسسات إسرائيلية تعنى بالبيئة وصحة الأفراد لخطورة المواد التي تبثها على البيئة والإنسان.
هذا وأقيمت مستوطنة “بركان” عام 1981 على أراضي قرى حارس، وكفل حارس، وقراوة بني حسان، وسرطة، وعلى مدى أربعة عقود، تضاعفت مساحتها لتصبح الآن مدينة صناعية كبيرة، تحوي أكثر من 35 منشأة صناعية، تقدر الاستثمارات فيها بمليارات الدولارات.
ووفقاً لمركز لمعلومات الوطنية أقيم أربع مناطق صناعية استيطانية على أراضي محافظة سلفيت بمساحة حوالي 2037 دونمًا.
من ضمنها منطقة بركان الصناعية وتقع في الجنوب الشرقي لمستوطنة بركان وتبلغ مساحتها حوالي 1130 دونم.
وتنتج مصانع “بركان” صناعات متعددة، كالألمنيوم، والفيبرجلاس، وإعادة تدوير البلاستيك، والإلكترونيات، والصناعات العسكرية.
وتخلف كميات كبيرة من مياه الصرف الصناعي السائلة، والتي تنساب باتجاه الأودية المجاورة، ملوثة الأراضي الزراعية للمزارعين الفلسطينيين بواد المطوي الواقع بأراضي بروقين وتمتد إلى قرى سرطة وكفر الديك.