خطة جيش الإحتلال لتقسيم مدينة غزة إلى شطرين

القوات الإسرائيلية تعمّق عمليتها في شمال قطاع غزة – تمهيدًا لتقسيم جديد، كتب أمير بوحبوط في موقع واللا العبري : خلال اليومين الأخيرين وصلت القوات العاملة في شمال القطاع إلى مركزين رئيسيين على طول ساحل القطاع. وإذا ما أقدمت إسرائيل على تقسيم هذه المنطقة أيضًا، فسيكون ذلك المحور الرابع الذي يفصل بين مناطق مختلفة في قطاع غزة | كل الدلالات والتبعات لهذه الخطوة.
القوات الإسرائيلية التي تعمل داخل قطاع غزة واصلت التقدّم في خطة احتلال مدينة غزة بخطوة إضافية خلال الـ48 ساعة الماضية – حيث وصل التوغّل العسكري إلى حي الرمال في قلب مدينة غزة، الذي كان يُعتبر سابقًا حيًا راقيًا ومكان سكن أثرياء القطاع وكبار قادة حماس، وإلى مخيم الشاطئ للاجئين. كل ذلك يحدث بينما يقع هذان الموقعان على طول ساحل قطاع غزة.
وبحسب تقرير فلسطيني، دفعت القوات الإسرائيلية بدبابات وقوات مشاة إلى شارع النصر بالتوازي مع دخول مخيم الشاطئ. هذه العملية العسكرية ستُمكّن لاحقًا القوات من شطر شمال قطاع غزة إلى قسمين. وعمليًا، سيكون ذلك شقًا إضافيًا في القطاع إلى جانب السيطرة على محور نتساريم، محور موراج، ومحور نتساريم مجددًا إضافة إلى منطقة الحاجز الأمني.
تداعيات شطر شمال القطاع
إنهاء التوغّل في حي الرمال ومخيم الشاطئ سيتيح سيطرة واسعة على مدينة غزة، وسيُصعّب كثيرًا على حماس نقل مقاتلين من منطقة إلى أخرى وفقًا لتحركات الجيش الإسرائيلي برًا وجوًا.
إضافة إلى ذلك، فإن شطر شمال القطاع سيمكن إسرائيل من قطع جزء من خطوط الإمداد الخاصة بحماس. شارع النصر، الذي وصلت إليه القوات ليل الاثنين – الثلاثاء، يُعد شارعًا مركزيًا في المدينة للحركة والمواصلات والتجارة والاتصالات. أما مخيم الشاطئ فيُعتبر منطقة مكتظة بالمباني ومليئة بالمسلحين، ويشكّل فعليًا مجال احتياط وتنظيم لمقاتلي حماس في البلدة القديمة لمدينة غزة.
تقديرات أجهزة الأمن تشير إلى أن التوغّل في الرمال وفي المخيم يحمل أيضًا تأثيرًا نفسيًا على قيادة لواء غزة التابعة لحماس برئاسة عز الدين الحداد، كما أنه يترك أثرًا معنويًا على مجمل الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع أن أكثر من 640 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة باتجاه منطقة المواصي في جنوب القطاع، وذلك عقب عمليات عسكرية واسعة للقوات الإسرائيلية في أحياء الصبرة وتل الهوى وكذلك في مخيم الشاطئ. ويؤكد الجيش أن نزوح السكان يتيح له إدارة معارك أوسع وأكثر قوة داخل مدينة غزة.
مسؤولون عسكريون في قيادة المنطقة الجنوبية ذكروا أن حركة المدنيين سُجّلت بالتوازي مع تقدّم العملية العسكرية. وبحسبهم، فإن التركيز الأساسي حاليًا ينصب على منطقة المواصي، التي حددتها إسرائيل كمنطقة عازلة في جنوب القطاع.