منوعات

بلاغ للنائب العام المصري ضد صناع مسلسل فاتن أمل حربي

رغم النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “فاتن أمل حربي” الذي ينافس بقوة في السباق الدرامي لشهر رمضان 2022، إلا أن صناع المسلسل أمام بلاغ رسمي مقدم للنائب العام المصري، يتهم صناع العمل بـ”ازدراء الأديان”.

لا يزال مسلسل “فاتن أمل حربي” يحدث الكثير من الجدل في المجتمع المصري، وبعد أقل من 24 ساعة، من اشتباك الأزهر الشريف، مع مضمون ما جاء في المسلسل، ببيان شديد اللهجة، فوجئ صناع المسلسل ببلاغ ضدهم أمام النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي.

مسلسل “فاتن أمل حربي” من بطولة نيللي كريم، شريف سلامة، محمد الشرنوبي، خالد سرحان، محمد ثروت، هالة صدقي، فادية عبد الغني وغيرهم.

مؤلف مسلسل فاتن أمل حربي، هو الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى، ومن إنتاج شركة العدل جروب. يرصد مسلسل فاتن أمل حربي، من خلال الشخصية المحورية التي تجسدها الفنانة نيللي كريم، المعاناة التي تمر بها المطلقات في المجتمعات، ومع أزواجهن وحرمانهن من أبنائهم في حالة الزواج مرة أخرى من آخر.

بلاغ للنائب العام ضد صناع فاتن أمل حربي:

حيث تقدم المحامي المصري، سمير صبري، ببلاغ إلى النائب العام ونيابة أمن الدولة العليا المصريين، ضد مسلسل فاتن أمل حربي ومؤلفه الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، يتهم فيه صناع العمل بازدراء الأديان.

وقال مقدم البلاغ إن أحداث العمل تدور حول قانون الأحوال الشخصية، حيث “تعمد المبلغ ضده تشويه صورة علماء الأزهر وإظهار رجل الدين بمظهر الجاهل وتشويه سمعته، كما يتعدى المسلسل على الثوابت الدينية ونشر السلوكيات السلبية والتي من شأنها أن تؤثر في المجتمع وترسخ القيم السلبية التي تهدد استقراره، مما دعا مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف إلى الرد عليه” حسب نص البلاغ الذي قُدم للنائب العام وحصلت وسائل إعلام مصرية على نسخة منه.

وأضاف البلاغ أنه “مما لا شك فيه أن حرية الاعتقاد مكفولة بمقتضى الدستور، إلا أن هذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه عن عمد منه، فإذا ما تبين أنه إنما كان يبتغي بالجدل الذي أثاره المساس بحرمة الدين والسخرية منه فليس له أن يحتمي من ذلك بحرية الاعتقاد”.

وأشار البلاغ المقدم للنائب العام المصري، ضد صناع مسلسل فاتن أمل حربي، إلى أن “المسلسل يعد يقع تحت جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة المنصوص عليها في المادة (98) من قانون العقوبات، كما أنه يخالف نصوص القانون والدستور والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 180 لسنة 2018 وخالف نصوص المواد أرقام 17 و19 وذلك بنشر أفكار تتعدى على القيم الدينية وكذلك لم يلتزم بأحكام ميثاق الشرف المهني والوسيلة الإعلامية وآداب المهنة وتقاليدها”.

واختتم صبري بلاغه بأن “ما قام به المبلغ ضده يشكل أركان جريمة ازدراء الدين الإسلامي، والتمس التحقيق في البلاغ وتقديم المبلغ ضده للمحاكمة الجنائية العاجلة طبقاً لنص المادة 98 من قانون العقوبات المصري”.

اتهامات تلاحق فاتن أمل حربي منذ عرضه:

هذا الاتهام ليس الأول الذي وجه لصناع مسلسل فاتن أمل حربي منذ عرضه في الموسم الرمضاني الجاري، حيث أثار مسلسل فاتن أمل حربي، منذ عرض حلقاته الأولى، جدلًا واسعًا بسبب بعض المشاهد التي يعتبرها البعض “تطاولًا على الدين وبعض الثوابت”، مما أثار الجدل، خاصة في المشهد الذي رفضت فيه البطلة “نيللي كريم” الاعتراف بسقوط الحضانة عن المرأة حال تزوجها بآخر، كون ذلك غير مذكور في القرآن، وقالت إنه لا توجد آية صريحة فيه تنص على ذلك.

فسبق أن رد مخرج العمل على اتهام آخر شبيه، عندما اتهمت متابعة لحساب مخرج مسلسل فاتن أمل حربي، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” المسلسل بأنه “يدعو للابتعاد عن الشرع وتشويه صورة رجل الأزهر”، ما دفع مخرج المسلسل، ماندو العدل، للرد على اتهام المتابعة، موضحًا أن المسلسل كامل تم مراجعته من أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.

الأزهر يشتبك مع مسلسل فاتن أمل حربي:

كما أصدر مركز الأزهر للفتوى بيانًا شديد اللهجة، هاجم فيه مسلسل فاتن أمل حربي، ونص على عدة نقاط أولها: “ندعم الإبداع المُستنير الواعي، ونحذر من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السنة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين في المجتمع”.

كما حذر الأزهر من “تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات؛ أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع، وانضباطه، وسَلامه، ولا عِلم فيها ولا فنّ. وتعمُّد تقديم عالِم الدّين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمّعة، معدوم المروءة، دنيء النفس، عَيِيّ اللسان -في بعض الأعمال الفنيّة-؛ تنمُّرٌ مُستنكَر، وتشويه مقصود مرفوض، لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من مُنتقصيهم، ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدِّين ورجاله”.

وأكد الأزهر الشريف أن “طرح القضايا الدينية والمجتمعية العادلة في قوالب مشبوهة يظلم هذه القضايا، واستخدام المنهج الانتقائي الموجه في عرض مشكلة مجتمعية، لا يعرضها من جميع جوانبها، ولا يساهم في حلها، بل يفاقمها، ويزيد الاستقطاب حولها، ويعكِّر السِّلم المُجتمعيّ، ويُصدّر للعالم صورة مُجتزأة وسلبية عن المجتمع المصري على غير الحقيقة والواقع”.

كما شدد الأزهر على أن “الشَّحن السَّلبي المُمنهج في بعض الأعمال الفنيّة تجاه الدّين؛ بنسبة كل المعاناة والإشكالات المُجتمعية إلى تعاليمه ونُصوصه؛ تحيزٌ واضح ضدّه، واتهام له بضيق الأفق والقُصور، ونذير خطر يؤذن بتطرف بغيض فيه أو ضدّه، ويهدّد الأمن الفكري والسِّلم المجتمعي”.

المصدر:مجلة ليالينا الالكترونية

اقرأ ايضاَ

زر الذهاب إلى الأعلى