الفنانة سناء موسى تصدح بأغنيات البحر والصيّادين في “وين ع رام الله”
تألقت الفنانة الفلسطينية سناء موسى، مساء أمس، في حفل استثنائي، بتقديم أغنيات البحر والصيّادين الفلسطينيين، في العرض الذي حمل عنوان “من ذاكرة الساحل الفلسطيني”، خامس ليالي مهرجان “وين ع رام الله” بنسخته الرابعة عشرة في ساحة راشد الحدادين، التي احتشد فيها الآلاف يصغون لجديدها، ويطالبونها ومن ثم يردّدون معها أغنياتها ذائعة الصيت.
بدأت موسى حفلها بما يشبه الابتهالات الملحّنة، وهو “نمط كان دارجاً لدى الصيّادين كي يشجعوا أنفسهم على دفع مراكبهم”، ثمّ قدّمت فقرة بعنوان “دعاء” يندرج في إطار ما كان يُعرف بـ”أربعا أيوب”، وهو طقس يعكس علاقة الإنسان بالبحر، فسكان الساحل كانوا يتطهرون من ذنوبهم بمياه البحر، كما كان ذوو الأطفال ممن يتأخرون في النمو والنطق يأتون بأطفالهم إلى البحر في يوم الأربعاء الأخير الذي يسبق “أحد الفصح” ويدعون لهم بالشفاء، وكان هذا الطقس شعبياً أكثر ممّا هو ديني، ويمارسه جميع أهل الساحل.
وتنوعت أمسية “أغاني من ذاكرة الساحل الفلسطيني” على مدار ساعة، بين أغانٍ من يافا وحيفا ورأس الناقورة وغزة وعسقلان، مثل: “منديلي”، و”يا نازلين البحر”، و”إش جيّبك يا غزال”، و”يا زارعين السفرجل”.
وكان لافتاً ذلك الكشف عن أغنيات لم نسمعها من قبل، أو عن أغنيات شهيرة قدّمتها بنسختها المغايرة، كما أغنية “عندك بحرية يا ريّس”.
وأعادت موسى تأدية عددٍ من أغانيها ذات الشعبية الطاغية، مثل:: “طلّت البارودة”، و”لا تطلعي من بويتك والهوا غربي”، و”يا واردة ع الميّة”، و”مدّي دياتش يا مِريم”، و”نجمة الصبح”، و”ع الروزانا”.
ووصفت سناء موسى الجديد في عرضها بأنّه “خليط من كل ما تمكنت من جمعه طوال سنوات من العمل الشاق، للحفاظ على جزء محوريّ وخاص من ذاكرة الشعب الفلسطيني عامة، والذاكرة الموسيقية له على وجه الخصوص، وتتعلق بموسيقى الساحل، أو أغنيات البحر والصيّادين”.
وأشارت إلى أنّه تمت “إعادة قولبة الأغنيات الأصلية وتقديمها بروح عصرية ولمسة شبابية، مع عدم خدش أصالتها بطبيعة الحال، كي تستمر مع الأجيال الشابة ومع من يليهم من أجيال أصغر سنّاً، ليستمر حضور الرواية الفلسطينية بكافة أشكالها”.
لم يكن حفل “من ذاكرة الساحل الفلسطيني، كما جميع حفلات الفنانة سناء موسى، حدثاً عابراً، ليس على مستوى المهرجان فحسب، بل لجهة الفعاليّات الحيّة في البلاد، حيث الصوت الذي لطالما كان معادلاً موضوعياً لفلسطين يمتزج بحماس جماهيري قلّ نظيره، خاصة إذا ما كان يتأتى من مختلف الأجيال والجغرافيّات.