لصاحب الـ”بار كود” – وأنت تتعمد إخفاء غزة والضفة.. من قتل ويتّم أكثر من 60 ألف طفل؟

هآرتس- بقلم جدعون ليفي – لقد دوى صوته “لم ننته بعد”، وهدد بذلك، مثل رجل عصابات، غزة التي تحتضر في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي كانت قاعتها فارغة مثل قاعة سينما لفيلم عرض فترة طويلة. “ونحن أيضاً لم ننته بعد”، هكذا هدد أيضاً الإسرائيليون الذين يريدون منه الخروج من حياتهم. خطابه في الأمم المتحدة أول أمس أوضح مرة أخرى بأننا لم ننه الأمر معه، وهو أيضاً لم ينه الأمر مع غزة ومعنا.
رغم الدبوس الغريب الذي عليه “كيو.آر” (الاستجابة السريعة) بالإشارة إلى مذبحة 7 أكتوبر، والألعاب البهلوانية الصبيانية، والاستبيانات، والخرائط، ومكبرات الصوت في غزة، رغم كل ذلك ما زال ديماغوجياً من الطراز الأول؛ جزاراً، المطلوب رقم واحد – الذي مجرد وقوفه على منصة الجمعية العمومية فضيحة – ارتدى قناع الأم تريزا. من استمع إليه ولم يكن يعرف شيئاً عما ترتكبه دولته في الضفة الغربية وقطاع غزة، سيعتقد أن الجيش الإسرائيلي هو جيش الخلاص، وأن إسرائيل تتنافس مع “اليونيسيف” على مساعدة الأطفال الذين يعيشون في ضائقة، وأنه هو نفسه أيد نظرية المهاتما غاندي طوال حياته. نعم، نتنياهو ما زال قادراً على ذلك.
الخروج الجماعي من القاعة كان يجب أن يخجل كل إسرائيلي
البداية بشرت بالخيرات. الخروج الجماعي من القاعة كان يجب أن يخجل كل إسرائيلي، ويثير فيه أخيراً السؤال: مع ذلك، هل فعلت إسرائيل شيئاً سيئاً؟ يمكن الافتراض أن معظم الإسرائيليين أجابوا: هذه لاسامية، أيها الغبي. بعد ذلك، كانت مصداقية: رئيس الحكومة روى بتفاخر كيف سحقت إسرائيل ودمرت وضربت وحطمت وأبادت كل المنطقة المحيطة بها. عشرات المرادفات الإنجليزية للإبادة. وعلامة “في” على الخارطة المعلقة منذ السنة الماضية على كل منطقة حدثت فيها إبادة، وأيضاً على المناطق التي هي في الطريق إلى ذلك. شرف عظيم. فقط قام بتجاوز غزة، والضفة الغربية أيضاً. ربما نسي. أما جماعة المتملقين – القليلة العدد والتي لم تشمل كل اليهود الأثرياء الذين كانوا في السنوات الماضية – فقد هتفت. ورئيس الطاقم، تساحي برافرمان، وجه نظرة حازمة إلى الخلف للتأكد من عدم تهرب أي أحد.
بعد ذلك، بدأت الديماغوجية، والدعاية والأكاذيب غير المحتملة، حتى بمعاييره. هل شاهدتم صورة أفيتار دافيد؟ سأل. هل شاهدت، سيدي رئيس الحكومة، صورة مروان البرغوثي في السجن؟ هل شاهدت الهيكل العظمي الذي كان يمكنه جلب السلام؟ “حولتم الجيد إلى سيئ، وبالعكس”، وجه كلامه بشكل واعظ إلى الدول الأوروبية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية. هل إسرائيل هي الجيدة، يا سيد نتنياهو؟ كيف لم ترتجف يداك وأنت تكتب ذلك؟ كيف لم يرتجف صوتك وأنت تقول ذلك؟ هل من الجيد قتل ألف طفل رضيع أقل من سنة؟ 20 ألف طفل؟ أن يصبح 40 ألف طفل يتيماً؟ أن يتم تدمير غزة كلها بشكل ممنهج بدون ترك حجر فوق الآخر؟ إذا كان هذا هو خيرك، فما شرك؟ التحدث عن 3 آلاف سعرة حرارية لكل غزي، أهذا إنساني؟ هل الصراخ ضد قتل زوجين إسرائيليين شابين وجميلين قرب السفارة الإسرائيلية في واشنطن أمر شرعي من قبل الشخص المسؤول عن قتل عشرات آلاف الأزواج الشابة والجميلة في غزة – جريمة لم ينته منها بعد كما يقول؟ هل من العدل ذكر عدد مصدره غير واضح، يفيد بأن 90 في المئة من الفلسطينيين أيدوا المذبحة في 7 أكتوبر، بدون ذكر عدد اليهود الإسرائيليين الذين يؤيدون الإبادة الجماعية، بعضهم بسرور وبعضهم بصمت؟ الإحصائية الحقيقة الوحيدة التي ذكرها هي أن أكثر من 90 في المئة من الإسرائيليين يعارضون إقامة الدولة الفلسطينية. يا له من صدق! وكم هو مخجل!
لقد وصلت ديماغوجية الأكاذيب دفاعاً عن تهمة الإبادة الجماعية ذروتها عندما قال: “هل طلب النازيون من اليهود الذهاب؟”، سأل في مقارنته بين إسرائيل والنازيين. بالتالي، الإجابة نعم، يا سيد نتنياهو، النازيون أخلوا وطردوا اليهود قبل البدء في الإبادة. في الأعوام 1939 – 1941 طرد النازيون اليهود من ألمانيا والتشيك والنمسا إلى بولندا المحتلة. “خطة مدغشقر” المبكرة هذه، تذكر بخطة الريفييرا التي وضعتها أنت وترامب. وكارثة الأرمن بدأت بإخلاء جماعي.
“نحن لم ننته بعد”، قال رئيس حكومتي، رئيس حكومتنا جميعاً.