مقالات

فيصل الحوراني: المثقف العضوي والباحث الشمولي

كتب محمد بركة

كتب محمد بركة: غدا نودّع في رام الله، المثقف العضوي والباحث الشمولي والمبدع الادبي والشخصية الوطنية المخضرمة الصديق العزيز فيصل الحوراني.
في السجلّ الثريّ لفيصل الحوراني فصول كثيرة وكبيرة ، لكني اذكر له ما رواه هو لي، ومن ثم ما رواه امامي فحليْ الشعر الفلسطيني محمود درويش وسميح القاسم.
في العام ١٩٦٨ انعقد مهرجان الشباب العالمي في العاصمة البلغارية صوفيا وكان محمود وسميح ضمن وفد حزبنا الشيوعي، وكانت الايام قريبة الى هزيمة حزيران ٦٧، ولذلك كانت تحفظ من اية علاقة مع الوفد من قبل الوفود العربية لأن أعضاءه يحملون جوازات اسرائيلية .
فيصل الحوراني كان ضمن وفد حزب البعث السوري، ودون الدخول في تفاصيل كثيرة كان هو من كسر الحصار الظالم على ابرز شاعرين فلسطينيين وتعامل معهما كقامتين ادبيتيْن فلسطينيتيْن ، ولم “ينْجُ” فيصل لاحقا من المسائلة بعد ذلك.
فيصل الحوراني ترك ارثاً خالداً من الكتابات، بينها ما يعتبر مرجعاً ومرصداً للحركة الوطنية الفلسطينية وتطورها.
سيرته الذاتية “دروب المنفى”، التي كتبها فيصل، تشكل ملخصاً لدرب الالام الفلسطينية من التهجير من قرية المسمية الى مدن اللجوء العربية ومدن المنفى الغربية.
التقيت الراحل الكبير فيصل الحوراني مرات كثيرة، وكان أولها في عمان في المنزل العامر للرفيق د. منير الحمارنة الامين العام للحزب الشيوعي الاردني وكانت هناك ثلة من المثقفين اليساريين من العالم العربي كان ابرزهم الكاتب والمفكر المصري محمود امين العالم.
ثم التقيت فيصل بعد ذلك في رام الله وفي فيينا وغيرهما، وكانت اللقاءات تتسم دائما بالعمق والرؤية الثاقبة والحميمية الانسانية.
فيصل اتفق واختلف كما هو حال اصحاب الرأي الحر، لكن ميزانه لم يختلّ يوماً في موضوع حماية وصيانة المشروع الوطني الفلسطيني من خلال صيانة وحماية منظمة التحرير الفلسطينية.
لقاءاتي مع فيصل الحوراني كانت على الدوام مصدر ثراء ومصدر دفء انساني بالنسبة لي .
سأفتقده شخصيا، وستفتقده الكتابة الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينية.
خالص التعازي لعائلته الغالية وللشعب الفلسطيني عموماً.

اقرأ ايضاَ

زر الذهاب إلى الأعلى